الستر والفضح!
يبدو لي أن هذا السلوك " النعامي" هو من التقاليد الراسخة في الفكر العربي، والله أعلم. إذ أننا درجنا في محيطنا السياسي والفكري على عدم تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. ليس جبناً شخصياً، وإن كان جبناً اجتماعياً متوارثاً. فثقافتنا الدينية الإسلامية وأعرافنا الاجتماعية تحثنا على " الستر".
أتعرف ما هو الستر؟ هو نقيض الفضح. أي ألا تفضح ما أُستتر من عورات الناس. وعورات الناس هذه لا تعني فقط عوراتهم الحسيّة، بل حتى عوراتهم النفسية والفكريّة.
أما الإسلام الذي يبدي حرصاً أكبر على كرامة الإنسان فيضع منهجاً آخر، وهو "قيام الليل". ففي قيام الليل، والناس نيام، تعترف في جلسة خاشعة، وتضع كل آثامك بين يدي الخالق وتطلب منه الرحمة والمغفرة، دون أن يطّلع عليها مخلوق. إنها أشبه بجلسة الاعتراف... ولكن بينك وبين خالقك. إنها جلسة علاج نفسي تتطّهر فيها من رواسب الشعور بالذنب والخطيئة المرة في روحك.
لا يوجد تعليقات